قراءة في أول مسابقة ثقافية جزائرية

07 نوفمبر 2012
بواسطة في قراءات مع (0) من التعليقات و2٬544 مشاهدة

غياب للموضوعية وللمصداقية في أول تجربة

سبق لي أن شاركت في مسابقة آرابيسك لأفضل مدونة عربية, وسعدت بعد إعلان النتائج بكتابة مقال عن المسابقة عبرت فيه عن آرائي واقتراحاتي لإدارة الجائزة من أجل أن تكون النسخ القادمة أفضل, وكذلك فعل بعض المدونين وكتبوا باقتراحاتهم وليس لنا أي نية سوى الارتقاء بمثل هذه المبادرات الى أفضل المستويات, وسيرا على نفس الطريق سأكتب من خلال هذا المقال قراءتي في مسابقة أفضل مدونة ثقافية جزائرية, التي نظمها المجلس الشعبي البلدي لبلدية سطيف, ورفع لها شعار أول مسابقة رسمية في الوطن العربي للتدوين الالكتروني الثقافي, لكن القائمين على المسابقة لم يحضروا جيدا لهذه المبادرة التي تعتبر مكسبا للتدوين الجزائري والعربي, فمسابقة من هذا الحجم تستحق على الأقل موقعا محترفا على الانترنت, وللأسف حتى موقع بلدية سطيف غير محترف و به الكثير من الأخطاء والتشوهات التي جعلته لا يعبر عن واقع بلدية سطيف ونشاطاتها الثقافية, واكتفت اللجنة المنظمة بعرض ملف بي دي أف في واجهة هذا الموقع والذي يحوي على تفاصيل المسابقة, كما اكتفت بوضع صفحة على موقع التفاعل الاجتماعي فايس بوك طغت عليه مواضيع الأعضاء, وانقطاع تام بين الإدارة وبين المترشحين, وبين المتابعين لهذا الحدث التدويني. إدارة المسابقة لم تحترم أيضا المواعيد التي أعلنتها, وكان من المفروض أن يتم الإعلان عن النتائج في الخامس من جويلية عيد الشباب والاستقلال, لكن إدارة المسابقة اعتذرت وأعلنت بتاريخ 02 جويلية على صفحتها الفايسبوكية ما يلي ” السلام عليكم, نظرا لزحمة الأنشطة المسطرة لإحياء عيدي الاستقلال و الشباب ، إضافة لكثرة الالتزامات الإدارية وتشعبها وحرصا من إدارة المسابقة على إقامة حفل توزيع الجوائز وفق إطار تنظيمي يليق بسمعة المسابقة و بالحضور الكريم و حتى لا تضيع قيمة هذا الحدث وسط كل تلك الأنشطة فإن لجنة الحفلات لبلدية سطيف تعتذر عن عدم تمكنها من إقامة الحفل في التاريخ المقدر له سابقا ، و تؤكد إذ ذاك أن الحفل سيقام بعد شهر رمضان المعظم” (1). لكن بعد شهر رمضان لم تكتب الإدارة شيئا عن هذا الحفل حتى اعتقدت أن الجائزة قد ألغيت مما جعلني أتصل بإدارتها عبر البريد الالكتروني من أجل الاستفسار عن سبب التأخر فجاءت الرد بمبررات مخالفة لما نشر في صفحتها بتاريخ 25 أوت ” الحمد لله ليس هناك مشكل ، هناك فقط بعض الإجراءات الإدارية الخاصة ببلدية سطيف، إذا كنت من المقربين من المحيط الإداري سوف تدرك ذلك خصوصا و نحن أمام انتهاء عهدة انتخابية ، يجب أن تعرف أيضا ملف المسابقة هو أحد الملفات من بين عشرات الآلاف لا سيما و نحن في إحدى أكبر بلديات الوطن و أي دينار يخرج من الخزينة يجب أن يبرر و غيرها من الأمور التي لا يتسع المجال لشرحها و لا حتى نشرها في صفحة المسابقة “. الأمر الذي جعلني أتساءل هل هي زحمة الأنشطة؟ أم مشكل خروج دنانير المسابقة؟ لا أريد أن أدخل في متاهات التفاصيل الإدارية ولكن من وجهة نظري أن الموافقة على إجراء المسابقة جاءت بعد تقديم دراسة ومشاورات, وخاصة بعد تخصيص الميزانية الكافية لها وعدم احترام المواعيد اثر سلبا على سير الجائزة. ومنذ 2 جويلية لم تكتب إدارة الجائزة حرفا واحدا على موقع البلدية ولا على صفحتها الى غاية الخامس من شهر نوفمبر أين نشرت إدارة الجائزة إعلانا يفيد بتنظيم حفل توزيع الجوائز في 6 نوفمبر على الساعة 16:00  (2), ولم تقم بنشر قائمة الفائزين قبل الحفل ولا بعده, وشخصيا كمترشح لم أكن أعلم بالفائزين الا عن طريق ما نشره الزميل حاج عاشور على صفحته مساء السادس من نوفمبر, والسؤال محير لما لم تستغل إدارة الجائزة مناسبتين هامتين هما تاريخ استقلال الجزائر 5 جويلية والفاتح من نوفمبر لإقامة الحفل, واختيار أول من يوم من الحملة الانتخابية للمحليات؟.

الإدارة لحد الآن لم تقم  بنشر تفاصيل التقييم فالجائزة ليست أموالا ودنانير فقط بل هي تقييم للمدونات المشاركة وهذا يفيد الجميع في تطوير أدائهم التدويني, خاصة وأن شروط المسابقة كانت محددة مسبقا في القانون الخاص بها حيث اشترط القائمون على الجائزة ما يلي:

– تبعا لموضوع المسابقة, يفتح باب الترشح للمدونات ذات المحتوى الثقافي الجزائري, دون غيره من الاهتمامات التدوينية الأخرى, سواء كانت عربية أو أجنبية ) كالسياسية, الشخصية, الاقتصادية…).

– يشتمل المحتوى الثقافي الجزائري على كل المواضيع والإدراجات(نص, صورة, صوت, فيديو, وسائط متعددة), التي تتطرق لمختلف العناصر الثقافية التي تعزز الهوية الثقافية الجزائرية, وتتمثل هذه العناصر فيما يلي(الدين الإسلامي, الفكر, التاريخ, اللغة العربية, العادات والتقاليد, والأعراف والطقوس, الفنون بمختلف أنواعها, الشخصيات الوطنية, الدينية, الفكرية, الفنية,…, التراث, الأدب العربي, الأدب الشعبي(الفلكور).

وعليه حبذا لو يتم اطلاعنا حول الكيفية التي تم بها تقييم المدونات على ضوء هذه الشروط, وما مدى تفوق مدونة على أخرى فيما يخص هذا المحتوى, زيادة على ذلك فقد وضعت إدارة الجائزة تنقيطا خاصا للإعلان عن الفائزين وعن ترتيب المدونات المتأهلة, فعدم الإعلان عن نتائج التقييم أضر بشفافية و مصداقية الجائزة [*] و فيما يلي سلم تنقيط المدونات المتأهلة حسب قانون المسابقة:

يتم تقييم المدونات المشاركة وفق ما يلي:

أ- المضمون 15 نقطة

– أ- 1 : شمولية المحتوى وجديته بحيث يعبر على أكبر قدر من العناصر الثقافية الجزائرية (10 نقاط).

– أ- 2 : حداثة المحتوى (3نقاط) للمحتوى الثقافي المدرج قبل إعلان المسابقة 05/02/2012.

– أ- 3 : نقطتين 2 لاستمرارية التدوينات (يجب أن لا يقل الفاصل الزمني بين تدوينة وأخرى أكثر من 3 أشهر).

ب- الشكل 15 نقطة

– ب- 1 : 5 نقاط لتنوع الإدراجات وشكلها الإعلامي (نص, صورة, صوت, فيديو, وسائط متعددة).

– ب- 2 : 5 نقاط للأسلوب ولغة التدوين.

– ب- 3 : 5 نقاط للتصميم والإبداع.

بالنسبة للمدونة الفائزة بالمرتبة الأولى وهي مدونة قرأت لك, مع احترامي للمجهود الذي يبذل في هذه المدونة, فأعتقد من وجهة نظري الشخصية أن محتواها لا يستجيب لشروط المسابقة في نقطتين الأولى تتعلق بالمحتوى الثقافي كما شرح في القانون, وثانيا أنها تتنافى مع البند الذي يقول ” المواضيع يجب أن تكون من انشاء المتسابق نفسه غير منقولة بالكامل…….” وهو البند الذي يؤكد على وجوب أن تكون شخصية يعني صاحبها من يكتب فيها فقط في حين نجد أن المدونة جماعية و بها مواضيع مقتبسة بالكامل. واهم نقطة أرى أنها قد عصفت بمصداقية الجائزة وجود عضو لجنة التحكيم الزميلة إيمان بخوش, ككاتبة ومشاركة في المدونة الفائزة, وهو أمر غير مقبول في عرف التحكيم, والمفروض أن يلتزم أعضاء لجنة التحكيم الحياد وأن لا يكونوا أعضاء أو مساهمين في أي مدونة من المدونات الفائزة, وهو ما يفسر فوز مدونة قرأت لك بالجائزة الأولى, ونعرض للقارئ الكريم بعض مساهمات الزميلة إيمان بخوش عضو لجنة التحكيم الجائزة في مدونة قرأت لك:

 دعموا مسابقة رمضان القراءة

مسابقة “رمضان القراءة”

رمضان القراءة: المسابقة الشهرية

المسابقة الأسبوعية: أسئلة الأسبوع الأول

رمضان القراءة: أسماء الفائزين في الأسبوع الأول

المسابقة الأسبوعية: أسئلة الأسبوع الثاني

رمضان القراءة: اسماء الفائزين في الأسبوع الرابع

 على جبينها ثورة وكتاب

عن رواية الخيميائي

للأسف أقول أن أول جائزة رسمية في الوطن العربي حول التدوين الالكتروني الثقافي كما سميت, لم تسير بما يليق بمصطلح “ثقافة”, بل رسخت لثقافة أخرى, ثقافة البريكولاج والترقيع والمناسباتية والاحتفالية على حساب الموضوعية والمصداقية.

[*] أعلنت إدارة الجائزة عن معدلات المدونات المتأهلة (3), ومن أول وهلة اتضح لي أن الإدارة اعتمدت فقط على نتائج التصويت, دون المرور على لجنة التحكيم وتقييم وتصفح المدونات المتأهلة, بينما أعتقد جازما بأن المعدلات المعروضة في صفحة الجائزة جاءت عشوائية واشهارية فقط, وللمتتبع الكريم أن يحاول تفسير حصول مدونة قرأت لك على 28.5 من ثلاثين وهي خالية تماما من أي محتوى ثقافي جزائري كما جاء في شروط الجائزة. أضيفت هذه الفقرة بتاريخ 12/11/2012.

ختام

هناك من تفضل بإبداء الملاحظة وقال بأن الجائزة في نسختها الأولى ووجب التغاضي عن سلبياتها, وتأجيل النقد الى نسخ أخرى, فقلت بأنه لابد من إبداء الملاحظة لإثارة المزيد من الانتباه في نسخها القادمة, والجائزة رسمية وكان لا بد من التحضير الجيد لتشريف تسمية أول مسابقة رسمية للتدوين الالكتروني الثقافي, وشخصيا كنت أقول بأن الجائزة لو نجحت في تقييم المدونات المتأهلة باحترافية لغطت كل سلبيات الشكل والإدارة والتسيير, لكنها للأسف جاءت مخيبة ومستها الرداءة على كل الأصعدة, زد على ذلك فان المتأهلين حضروا بجد من أجل نيل لقب الجائزة لأنه يثري مسيرتهم التدوينية لكن إدارتها أبخستهم جهدهم وتعاملت بلا مبالاة مع مدوناتهم, ولم تمنحهم حتى تقييما يفيدهم في تطوير أدائهم مستقبلا. حسب رأيي وحسب ما استنتجته فان الإدارة تجاوزتها الأحداث فوجدت نفسها أمام ضغط إتمام هذه المسابقة بأي طريقة, وركزت على الجانب الاحتفالي أكثر, فكان الفشل عنوان لأول تجربة, وهذا لا يعني نهاية العالم طبعا فالنجاح يستنبط من الفشل.

  هوامش

(1) رابط الاعلان

(2) رابط الاعلان

(3) رابط الاعلان

صفحة المسابقة على الفايس بوك

قانون المسابقة

مدونة قرأت لك

Tweet
الاوسمة: ,

كتب بواسطة :

Retweet

انشر الموضوع

RSS Digg Twitter StumbleUpon Delicious Technorati facebook reddit linkedin Google

أضف تعليق

Social Widgets powered by AB-WebLog.com.